غزواني... ليس من تظنون...

ثلاثاء, 18/05/2021 - 14:32

غزواني......ليس من تظنون
حين تدخل منزل الرئيس السابق محمد فإن الضيافة الوحيدة التي سيستقبلك بها أصحاب ذلك المنزل وندماؤه هي الهجمات المستمرة على النظام الحالي و محاولة تحطيم صورته وتشويهه لكل من يعرفونه ومن لا يعرفونه
ستنمحي كل القصص والروايات التي مررت بها في كليلة ودمنة و ألف ليلة وليلة وكتاب البخلاء و العقد الف وحتى قصص جرجي زيدان وعبد السلام العجيلي وحنا مينه سينمحي كل شيئ من ذاكرتك وستتحول إلى شهريار الغبي أمام أساطير شهرزاد.
في بداية اللقاءات سيبدؤون بالتقطير ولن يتقيؤوا لك كل ما في صدورهم وسيتجنبون ذكر الرئيس الحالي بل سيكتفون بضرب المقربين منه و (مدير الديوان، وزير الدفاع....) وبعد أن يطمئنوا إليك ينزلون شيئا فشيئا نحو الرئيس بعد أن تجد حرمه نصيبا خاصا من هجماتهم وانتقاداتهم التي لم تسلم منها حتى القبائل والأعلاميون
ما يجهله ولد عبد العزيز أنه لم يعد له سلطان في هذا البلد ولم يعد له صديق ولم يعد هناك من يأتمر بأوامره أو يستمع إليه..
بل أصبح مطاردا من القانون ومحاصرا بين أربعة جدران بسبب ما اكتسبه وجنته يداه..
وما يجهله أكثر من ذلك أن ولد غزواني ليس نسخة منه. 
غزواني عين الوزراء وعين المديرين وأعطاهم كل الصلاحيات ولا يتدخل لهم كسلفه في كل شاردة وواردة ولا يفرض عليهم التعيينات كما كان يفعل ولد عبد العزيز وأقاربه ولا ينتزع منهم المشاريع..
لكنه أشرك الجميع من الوزراء وحتى رؤساء المصالح اشركهم في البناء اشركهم في التسيير وأحسهم بقيمتهم كموظفين لكن ليس معنى ذلك أنه ترك لهم الحبل على الغارب وتركهم من دون قريب كما يحاول ولد عبد العزيز  إثباته وأتباعه..
غزواني رئيس حقيقي ليس متهورا ولا مغرورا ولا متباهيا رئيس لكل الموريتانيين
رئيس لتيام ويبرام وجميل وغلام و لولد مولود والسعد أيضا
ولهم الحق في أن يجدوا ذواتهم في وطنهم ويجدوا فيه نصيبا ولن يحرمهم منه ولن يتاجر بالتعيينات كما فعل المشار إليه...
غزواني لم يكن لينا ليعصر ولا يابسا ليكسر بل كان بين اللين والشدة وفتح أبواب قصره لجميع الأطياف وجميع الأطراف وأحس الناس في عهده بالأمان و الأمن والطمأنينة وأنهم في وطن لا تحكمه النزوات و الغرور واحتقار الغير..
ورغم أنه وجد افواها فاغرة و خزائن فارغة وتركة ثقيلة من الفساد والنهب والظلم والبطش إلا أنه أظهر صمودا وصبرا وحكمة منقطعة النظير فلم يعبس له وجه ولم تقضب له ناصية بل تجاوز كل العقبات والمطبات والقنابل الموقوتة التي وضعها له سلفه
وانتصر عليه بالصبر و التغاضي عن الإساءة و الاستفزاز حتى ولو كان نكران الجميل ثقيلا...
غزواني من طينة أخرى ومن صنف آخر تربى في كنف الأخلاق والحلم والعلم والدين والمروءة ومحال أن يكون كما صوره ويصوره أعداء الوطن والمواطن و الساقطون في وهم ولد عبد العزيز و سرابه...

كتبه الأستاذ محمد محمود ولد شياخ