التعليم مأساة حقيقية في موريتانيا...كتبه الاستاذ محمد محمود شياخ

سبت, 24/10/2020 - 21:05

مأساة التعليم 
في اواخر ١٩٩٦ كنت في الحجاز وعند قبر النبي صلي الله عليه وسلم وعند بيت الله الحرام سألت الله أن ييسر لي وظيفة دخلها حلال ولا شوائب فيها في الاسبوع الثاني من اقامتي في الديار المقدسة اتصل بي الاستاذ عينينه ولد فالي وقال لي مستغربا هل شاركت قبل شهر في امتحانات الاساتذة قسم العربية والفرنسية قلت له نعم 
فقال لي لقد نجحت في الثلاث الاوائل اكملت عمرتي ورجعت .. 
وياليتني ما رجعت كان راتب الاستاذ حينها 23333 اوقية لا اكثر ولم اندم في حياتي ندما مثل ما حصل معي حين اخترت هذا الاتجاه ...
في الاعدادية والثانوية كنت هو شاريت التعليم ادرس كل المواد ومن دون استثناء ولقد عملت باخلاص وجد لم يشهد له مثيل ولا أذكر ابدا اننس تأخرت ولو لخمس دقائق ...
درست جميع الاقسام وافتخر أن اول قسم تحضيري للباكالوريا درسته نجح كل تلاميذه باستثناء 6...

كما افتخر انني الوحيد مم بين زملائي الذي لم أدرس في مدرسة خصوصية لأنه لا مساومة في العلم حسب ما كنت اعتقد
تجربتي في التعليم والتي وصلت عشرين عاما وازيد اكدت لي انه اسوء قطاع يعشش فيه الظلم والمحسوبية والغبن والاقصاء وكل ما تتخيلونه وما لا تتخيلون.
يكفي ان تعرفوا ان دفعتي والتي تضم عشرين استاذا تم تعيين ثلاثة منهم حتي قبل ان يخطوا علي سبورة 
يكفي ان تعرفوا انه بعد ١٥ سنة من التدريس دخل علي استاذ ارسلته الوزارة لتفتيشي فسألته عن اقدميته فقال لي انا استاذ منذ ثلاث سنوات فطردته من قسمي ولم تنفع معه استجداءات المدير  ديدي ولد باب ...
يحق لوزارة التهذيب الوطني ان يطلق عليها وزارة التعذيب الوطني فهي لا تعرف غيره ..
هي بؤرة فسادة ومحطة كبيرة لطبخ القرارات المدمرة للتعليم والمعلمين ...
منذ عهد حسني ولد ديدي وحتي الان مازالت نفس الوجوه نفس الاشخاص نفس المافيا تدور وتدور 
كل المصالح بلا استثناء تحتاج الي غسل وتطهير وتعقيم ..
عشرات المستشارين والمديرين الذين لا يحسنون غير قضم (امبسكيت سرقلل والفستق)
كل واحد منهم جاء لمهمة خاصة تتعلق به وبمحيطه ولا مفتاح له خارجا عن حدود الجنرالات والوزراء والرئيس ومدير ديوانه والمقربين .
المعلم المسكين بلا وجه والاستاذ بلا وجه والتعليم بلا وجه حين يعتب باب الوزارة المتهالك ..
ويجب ان تتذكروا انها لا تخضع لوزيرها فحسب بل يكفي اتصال من قائد منطقة ليتم تحويلك قسرا الي ابعد مكان كما حدث معي ٢٠١١

واهمون واغبياء حين تعتقدون ان اصلاحا للتعليم يلوح في الافق القريب

ومضحكون حين تستغربون التسريب من وزارة حازت فيه ارقاما قياسية
حالة التعليم المزرية وحالتي كأستاذ معطل جعلتني افكر طيلة الاسابيع الماضية في ان افتح محلا صغيرا للرصيد عند احد تقاطعات  الطرق في العاصمة وستكون الجداول والبخور التي ساحرقها قبل بدء المشروع هي كل الشهادات التي حصلت عليها من جامعات القاضي عياض وجامعة انواكشوط والمدرسة العليا للتعليم ومعاهد اخري وسأقدم استقالتي بعد ذلك و اعيش بمكان لا اسمع فيه صرير قلم ولا خربشة طبشور